لتكون من الناجحين
1- مستقبلك غدا سيكون – بمشيئة الله – كما ترسمه اليوم . فإن كنت متبصرا لمعنى الحياة الجادة ، ومتطلبات بناء الذات بناء حقيقيا - أخلاقا وسلوكا ,وفكرا ، ومعرفة ومهارة – بناء يلتزم بحدود الغاية من الخلق ، والمصير بعد الموت ، فسيكون غدك مشرقا ، ومستقبلك باسما ، وحياتك سعيدة .وإن أغفلت اليوم متطلبات الحياة الجادة ، فستحصد غدا ما تزرعه اليوم .
2- إذا كنت في بيئة تساعد على إظهار صفاتك الشخصية الحسنة ، وأخلاقك العظيمة ، وسجاياك الكريمة ، وعرفك من حولك بتلك الصفات ، وعاملوك بما عرفوه عنك ، فاعلم أنك لم تنجح بعد . إن النجاح الحقيقي يحصل حينما تتمسك بمبادئك ، وتظهر صفاتك الشخصية الفاضلة وأنت في بيئة لا تؤمن بما تؤمن به أنت من مُثُل ومبادئ، ويتعامل معك الناس فيها على أساس ما يؤمنون به هم . والنجاح الأعظم أن تحملهم بالإقناع على الإيمان بما تؤمن به ، وتمثل ذلك في أخلاقهم وسلوكهم .
3- إذا سلط الله عليك مسلما ، وأقدره عليك ، فلحقك منه أذى في بدنك ، أو نفسك ، أو مالك ، أو أهلك ، فاعلم أن الله قد ابتلاه بك ، وابتلاك به .
قال تعالى : ( وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً [الفرقان : 20]
أما أن الله ابتلاك به ، فليعلم الله أتصبر على البلاء أم تضجر؟ وإذا ضجرت منه ، فهل تقف عند أمر الله وتكافئه بالعدل ، وتجازيه على إساءته بمثلها ، أم تتعدى وتزيد ؟
وأما أن الله ابتلاه بك ، فلينظر الله إليه هل يستهين بمعصيته لخالقه ، ويستمر في طغيانه ،ويزداد من الإثم ، أم أنه يرى قبح فعله ، وسوء طريقته ، فيقف عند حدود ربه ، ويرعوي عن الإساءة ؟
ولذلك فإن العاقل من نظر إلى الأمر بعين البصيرة ، واشترى نفسه قبل هلاكه ، فلا يفرح ظالم بعلوه ، ولا يمل مظلوم من الصبر على الابتلاء ، فإن العاقبة للصابرين ( قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر : 10]
4- إذا تحطمت آمالك ، وانكفأت على نفسك ؛ لأن مَنْ حولك لم يعترفوا بمواهبك وقدراتك ، ولم يقدروا عطاءك ، ولم يمنحوك حبهم واحترامهم ، إذا كنت كذلك، فاعلم بأنك لست راضيا عن نفسك ، وغير مقدر لذاتك ، إذ لو كنت من داخلك معترفا بشخصيتك ، واثقا في نفسك ، لما كان لتقدير الآخرين أثر في نفسك ، ولا التفات منك إليه .
5- النجاح : أن تحقق أهدافك المشروعة من خلال نصوص الوحي ، ومقاصد الشريعة الربانية وقواعدها الكلية ، وأن تكون وسيلتك إلى ذلك النجاح مشروعة أيضا ؛ فإن للوسائل حكم المقاصد في الإسلام ، وأن تحافظ على ذلك النجاح وتبني عليه ، فإن تخلف أحد هذه العناصر الثلاثة ، فإنك لم تحقق النجاح الحقيقي .
6- تعيير الإنسان بذنبٍ قد سبق إليه ، وتاب منه احتقارا وازدراء ، وتثبيطا له عن نشر الخير ، بإشاعة السوء عنه ؛ لصد الناس عن الاستفادة مما عنده من الحق ، وإبعادهم عنه ، سنة فرعونية ، وعادة طاغوتية ، وحيلة شيطانية .
تأمل قول الله تعالى حكاية عن مجادلة فرعون وموسى : (قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) ولذلك فإن على أهل الحق ألا يضعفوا ولا يهنوا ولا يستكينوا ، وأن يصبروا ويصابروا ويمشوا في طريقهم ؛ فإنه طريق الأنبياء والرسل .